يامسافر وحدك

منتصف الليل،

إضاءة المكتب الخافتة..

ألتمس بعض الدفء من خلال كوب الشاى أمامى..

صوت نجاة ينبعث من المذياع..

يامسافر وحدك

يامسافر وحدك ..وفايتنى

ليه تبعد عنى

ليه تبعد عنى..وتشغلنى

تنساب الكلمات الرقيقة إلى قلبى،

أرتجف للحظة..

أترانى وحدى أتذكر،

أترانى وحدى أستعيد تلك الذكرى،

لماذا يأبى ذلك الجرح ألا يلتئم؟

ودعنى..من غير متسلم

وكفاية قلبى أنا مسلم

يعود صوت نجاة ليداعب عيناى،

يشعرنى بكآبة جو الغرفة..

أنظر خارجاًً لأرى أضواء الشارع الخافتة،

قطرات المطر ملتصقة بزجاج النافذة..

تبعث برودة الجو فى جسدى قشعريرة..

تنتزعنى من تلك الذكرى للحظة.

دا عنيا دموعها

دموعها بتتكلم

يهتز المشهد أمامى،

عيناى تحاول إفراغ ما بجعبتها..

ولكن جفناى يعتصرهما ليحتفظا بما يجيش بصدرى.

لا أدرى لماذا أشعر بأن تلك المشاعر يجب أن تبقى داخلى..

أشعر لها بقيمة محببة وهى تصارع للخروج.

إنها ليست ملك لى وحدى.

خايف للغربة تحلى لك

والبعد يغير أحوالك

خلينى دايماً

دايماً على بالك

لأعوام طويلة أقتنعت بأننى تخلصت من كل شى،

تركته بركن بعيد من الذاكرة،

ركن مظلم..

دافىء.

ولكن هيهات،

هاهو يخرج مرة أخرى ليعصف بكيانى كله،

يعيد ما حدث كاملاً أمامى..

وكأنه بالأمس.

مهما كان بعدك هايطول

دا أنا قلبى عمره مايتحول

هافتكرك أكتر من الأول

بس أنت إياك..تبقى فاكرنى

كالحلم بدأ كل شىء،

وكالحلم انتهى..

ليتركنى للواقع القاحل.

فقط لحظات حالمة قصيرة،

لترتسم ابتسامة خفيفة سرعان ما تذبل وتختفى.

يامسافر وحدك

وفايتنى

ليه تبعد عنى

ليه تبعد عنى..وتشغلنى

أغلق المذياع،

أطفىء نور المكتب و..

وأحلم.